هذا نداء موجه إلى جميع شيوخ الدين و العلماء الأفاضل من جميع المذاهب الإسلامية.
نرجوكم نحن أبنائكم من المسلمين أن تقوموا بواجبكم نحو الدين و نحونا نحن و سائر المسلمين الذين إستأمنوكم على دينهم أن تتقوا الله في ما عاهدتم الله عليه من حفظ الدين و الذود عنه بكل قوة و إخلاص. فلقد بدا لنا من الحقائق الدامغة ما لا يدع مجالا للشك بأنه قد حدث تغيير و تحريف شديدين للسنة النبوية الطاهرة على يد أجيال قد سبقتنا و سبقتكم إما لجهل في الدين أو لأطماع دنيوية و سياسية لا علاقة لها بما أوحى الله إلى عبده في القرآن الكريم.
نحن على يقين بأن محمد صلى الله عليه و سلم ما تحدث إلا بما أوحى الله إليه بعلمه و بقدرته سبحانه و تعالى. نحن لا ننكر رسالة محمد و بأن هناك من الأحاديث ما هو صحيح و لكن لا يمكن أن نتجاهل ما أصاب السنة من تحريف عبر الزمان ليس لعلة في الرسول عليه الصلاة و السلام و لا نشكك في صدق صحابته رضوان الله عليهم و لكنه تقادم العهد و تأثيرات أعداء الدين سواء من الأعداء الذين لم يؤمنوا براسلة محمد أو أعدائه من أبناء الأمة الإسلامية نفسها ممن طغت عليهم الدنيا بزينتها و زخرفها فسوغ لهم ذلك التصرف في الحديث لنيل مآربهم و تحقيق خبائث نفوسهم. و لم يجدوا مدخلا على الإسلام إلا من باب نشر الأحاديث الكاذبة حتى جاءت من بعدهم أجيال إختلط عليها صحيح الدين بغيره من أمور.
نحن لا نلومكم على ما ليس لكم يد فيه و لا على ما وصلكم من دين مشوه. و نحن نعتقد بأنكم قد جاهدتم في هذا الدين بصدق و إخلاص حسب علمكم ،و لكن الآن و قد أمر الله بكشف الحقائق إيذانا لنهوض هذة الأمة من جديد على نهج الرسول الكريم و أصحابه و هذة حكمة الله لا يعلمها إلا هو، فلربما قد أخفاها عمن سبقنا لأمر أحدثوه و كشفها لنا في هذا الزمان ليكرمنا بالجهاد في سبيله كما جاهد الرعيل الأول من الصحابة.
هذة فرصتنا و فرصتكم أيضا لتصحيح الدين و الإعتراف بالخطأ و التراجع عنه لعل الله أن يغفر لنا جميعا و يجعلنا سببا في صلاح البلاد و العباد. ليس عيبا أن نخطىء و لكن العيب أن نصر على الخطأ و الدفاع عنه حتى دون محاولة البحث فيه. فليس المهم أن تكون السنة مصدر تشريع أو غيرها و لكن المهم أن نعبد الله على بصيرة. و ليس من مصلحتنا إثبات أو نفي السنة و لكن مصلحتنا في إتباع المنهج الحق مهما كان.
لهذا ندعوكم للنظر مرة أخرى في الدين بعين الناقد الصادق الباحث عن رضى الله وحده، و أن تكونوا عونا لنا في طريقنا فإن رأيتم إعوجاجا فيما نطرحه من أفكار قومتمونا بالحجة البالغة و البرهان و إن بدا لكم خطأ ما كنتم تدعون إليه تراجعتم عنه و صححتم و لن يزيدنا هذا لكم إلا إحتراما و إجلالا. ليس من مصلحتنا و لا مصلحة الإسلام و المسلمين أن نقلل من شأنكم أو نشكك في نواياكم و لكن الحق أحق أن يتبع و على هذا الأساس نعمل معا يدا بيد و لا نظنكم إلا حريصون على هذا الدين كحرصنا أو ربما أكثر.